سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٨٤
ثم في سنة إحدى ومئتين: جعل المأمون ولي عهدة عليا الرضى ولبس الخضرة وثارت العباسية، فخلعوه (1)، وفيها تحرك بابك الخرمي بآذربيجان (2)، وقتل وسبى، وذكر الرضى للمأمون ما الناس فيه من الحرب والفتن منذ قتل الأمين، وبما كان الفضل بن سهل يخفيه عنه من الاخبار، وأن أهل بيته قد خرجوا، ونقموا أشياء، ويقولون: هو مسحور، هو مجنون. قال: ومن يعرف هذا؟ قال: عدة من أمرائك، فاسألهم، فأبوا أن ينطقوا إلا بأمان من الفضل، فضمن ذلك، فبينوا له، وأن طاهر بن الحسين، قد أبلى في طاعتك، وفتح الأمصار، وقاد إلى أمير المؤمنين الخلافة، ثم أخرج من ذلك كله، وصير في الرقة، ولو كان على العراق حاكما لضبطها بخلاف الحسن بن سهل، وقالوا له: فسر إلى العراق، فلو رآك القواد، لأذعنوا بالطاعة، فقال: سيروا. فلما علم الفضل، ضرب بعضهم، وحبس آخرين، وما أمكن المأمون مبادرته، فسار من مرو إلى سرخس، فشد قوم على الفضل، فقتلوه في حمام في شعبان سنة اثنتين ومئتين عن ستين سنة، فجعل المأمون لمن جاء بقاتليه عشرة آلاف دينار - وكانوا أربعة من مماليك المأمون - فقالوا: أنت أمرتنا بقتله، فأنكر، وضرب أعناقهم (3).
وضعف أمر إبراهيم بن المهدي بعد محاربة وبلاء.
وفي سنة 203: مات الرضى فجأة (4).

(1) انظر الصفحة (274)، التعليق رقم (4)، (5).
(2) انظر " الكامل " لابن الأثير 6 / 328.
(3) " الكامل " لابن الأثير 6 / 346 - 348، و " تاريخ الطبري " 8 / 564، 565.
(4) انظر خبر وفاته في " تاريخ الطبري " 8 / 568، و " الكامل " لابن الأثير 6 / 351.
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»