مستعير منك مكرمة * يكتسيها يوم مفتخره وهي طويلة بديعة وازن بها قصيدة أبي نواس:
أيها المنتاب عن عفره * لست من ليلي ولا سمره (1) قال ابن عنين: ما يصلح أن يفاضل بين القصيدتين إلا من يكون في درجة هذين الشاعرين (2).
وقال ابن المعتز في " طبقات الشعراء ": لما بلغ المأمون خبر هذه القصيدة غضب، وقال: اطلبوه، فطلبوه، فلم يقدروا عليه، لأنه كان مقيما بالجبل، ففر إلى الجزيرة، ثم إلى الشامات، فظفروا به، فحمل مقيدا إلى المأمون، فقال: يا ابن اللخناء، أنت القائل:
كل من في الأرض من عرب..
جعلتنا نستعير منه المكارم؟ قال: يا أمير المؤمنين أنتم أهل بيت لا يقاس بكم، قال: والله ما أبقيت أحدا، وإنما أستحل دمك بكفرك، حيث تقول:
أنت الذي تنزل الأيام منزلها وتنقل الدهر من حال إلى حال