سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ١٧٩
فسأل أبا عبيدة عن ذلك، فقال: خمسون جلدا، فأمر بإحضار الكتابين، وأحضر فرسا، فقال لأبي عبيدة: اقرأ كتابك حرفا حرفا، وضع يدك على موضع موضع، قال: لست ببيطار (1)، إنما هذا شئ أخذته من العرب، فقال لي: قم فضع يدك. فقمت، فحسرت عن ذراعي وساقي، ثم وثبت، فأخذت بأذن الفرس، ثم وضعت يدي على ناصيته، فجعلت أقبض (2) منه بشئ شئ، وأقول: هذا اسمه كذا، وأنشد فيه، حتى بلغت حافره، فأمر لي بالفرس، فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته (3).
وعن ابن دريد: أن الأصمعي كان بخيلا، ويجمع أحاديث البخلاء (4).
وقال محمد بن سلام: كنا مع أبي عبيدة بقرب دار الأصمعي، فسمعنا منها ضجة فبادر الناس ليعرفوا ذلك، فقال أبو عبيدة: إنما يفعلون هذا عند الخبز، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفا (5).
وعن الأصمعي قال: نلت ما نلت بالملح (6).

(١) البيطار: معالج الدواب.
(٢) في " بغية الوعاة " و " وفيات الأعيان " و " طبقات المفسرين ": وجعلت أذكر عضوا عضوا وأضع يدي عليه. وفي " إنباه الرواة ": وشرعت أذكر عضوا عضوا، ويدي على ذلك العضو.
(٣) " تاريخ بغداد " ١٠ / ٤١٥، و " تهذيب الكمال " لوحة ٨٦٢، و " وفيات الأعيان " ٣ / ١٧٢، و " الأنساب " ١ / ٢٩٤، و " نزهة الألباء " ص ١٢٠، ١٢١، و " بغية الوعاة " ٢ / ١١٣، و " طبقات المفسرين " ١ / ٣٥٥، و " إنباه الرواة " ٢ / ٢٠٢.
(٤) " تهذيب الكمال " لوحة ٨٦٢، و " طبقات المفسرين " 1 / 355.
(5) " تهذيب الكمال " لوحة 862.
(6) " تهذيب الكمال " لوحة 862، وتتمته فيه: قال: وقال مصعب الزبيري: قال أبي:
الملح يا بني لا يفهمها إلا عقلاء الرجال.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»