سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ١٤١
إلا تبسم (1). فهذا هو خلق الاسلام، فأعلى المقامات من كان بكاء بالليل، بساما بالنهار. وقال عليه السلام: " لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه " (2).
بقي هنا شئ: ينبغي لمن كان ضحوكا بساما أن يقصر من ذلك، ويلوم نفسه حتى لا تمجه الأنفس، وينبغي لمن كان عبوسا منقبضا أن يتبسم، ويحسن خلقه، ويمقت نفسه على رداءة خلقه، وكل انحراف عن الاعتدال فمذموم، ولا بد للنفس من مجاهدة وتأديب.
روى البخاري عن الحسن بن مدرك أن يحيى بن حماد رحمه الله مات في سنة خمس عشرة ومئتين (3).

(١) أخرجه البخاري (٣٠٣٥) في الجهاد: باب من لا يثبت على الخيل، و (٦٠٨٩) في الأدب: باب التبسم والضحك، ومسلم (٢٤٧٥) (١٣٥) في فضائل الصحابة، وابن ماجة (11) في المقدمة، وأحمد 4 / 358 و 359 و 362 و 365.
(2) أخرجه البزار برقم (1977) والحاكم 1 / 124، وأبو نعيم 10 / 25 من حديث أبي هريرة، وفي سنده عبد الله بن سعيد المقبري وهو متروك، وأورده الهيثمي في " المجمع " 8 / 22، وزاد نسبته إلى أبي يعلى، وضعفه بعبد الله بن سعيد. وصححه الحاكم، ورده عليه المؤلف بقوله: عبد الله واه.
(3) " التاريخ الصغير " 2 / 334.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»