إلا تبسم (1). فهذا هو خلق الاسلام، فأعلى المقامات من كان بكاء بالليل، بساما بالنهار. وقال عليه السلام: " لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه " (2).
بقي هنا شئ: ينبغي لمن كان ضحوكا بساما أن يقصر من ذلك، ويلوم نفسه حتى لا تمجه الأنفس، وينبغي لمن كان عبوسا منقبضا أن يتبسم، ويحسن خلقه، ويمقت نفسه على رداءة خلقه، وكل انحراف عن الاعتدال فمذموم، ولا بد للنفس من مجاهدة وتأديب.
روى البخاري عن الحسن بن مدرك أن يحيى بن حماد رحمه الله مات في سنة خمس عشرة ومئتين (3).