سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٣٢٩
العجلي، مولاهم الكوفي، ابن السماك.
روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، ويزيد بن أبي زياد، وطائفة.
ولم يكثر.
روى عنه: يحيى بن يحيى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن أيوب العابد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وآخرون.
قال ابن نمير: صدوق.
قلت: ما وقع له شئ في الكتب الستة. وهو القائل: كم من شئ إذا لم ينفع لم يضر، لكن العلم إذا لم ينفع، ضر.
قيل: وعظ مرة، فقال: يا أمير المؤمنين، إن لك بين يدي الله مقاما، وإنه لك من مقامك منصرفا، فانظر إلى أين تكون. فبكى الرشيد كثيرا.
قيل: دخل ابن السماك على رئيس في شفاعة لفقير. فقال: إني أتيتك في حاجة، والطالب والمعطي عزيزان إن قضيت الحاجة، ذليلان إن لم تقض، فاختر لنفسك عز البذل عن ذلك المنع، وعز النجح على ذل الرد.
وعنه قال: همة العاقل في النجاة والهرب، وهمة الأحمق في اللهو والطرب. عجبا لعين تلذ بالرقاد، وملك الموت معها على الوساد، حتى متى يبلغنا الوعاظ أعلام الآخرة، حتى كأن النفوس عليها واقفة، والعيون ناظرة، أفلا منتبه من نومته، أو مستيقظ من غفلته، ومفيق من سكرته، وخائف من صرعته، كدحا للدنيا كدحا، أما تجعل للآخرة منك حظا، أقسم بالله، لو رأيت القيامة تخفق بأهوالها، والنار مشرفة على آلها، وقد
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»