سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٣١١
حجر، ومحمد بن سليمان لوين، وعبد الجبار بن عاصم، وعمرو بن عثمان الكلابي، وعيسى بن سالم الشاشي، والوليد بن صالح النحاس، ويحيى بن يوسف الزمي، وخلق كثير.
وثقه ابن معين، والنسائي.
وقال أبو حاتم: ثقة صدوق، لا أعرف له حديثا منكرا، وهو أحب إلي من زهير بن محمد.
وروى أبو حاتم، عن علي بن معبد الرقي، قال: قيل لعبيد الله بن عمرو: بلغني أن عندك من حديث ابن عقيل كثيرا، لم تحدث عنه، ثم ألقيته. قال: لان ألقيه أحب إلي من أن يلقيني الله تعالى. قال: وزعم أنه سمع بعض ذلك الكتاب مع رجل لم يثق به.
قال ابن سعد: كان عبيد الله ثقة صدوقا، كثير الحديث، وربما أخطأ، وكان أحفظ من روى عن عبد الكريم الجزري، ولم يكن أحد ينازعه في الفتوى في دهره. ومات بالرقة سنة ثمانين ومئة.
وقال غيره: كان مولده في سنة إحدى ومئة.
حديثه في البخاري في تفسير حم (1).

(١) أخرجه البخاري في " صحيحه " ٨ / ٤٢٧ في تفسير حم السجدة، من طريق يوسف بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال، عن سعيد بن جبير قال: قال رجل لابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي، قال: (فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) (ولا يكتمون الله حديثا) (ربنا ما كنا مشركين) فقد كتموا في هذه الآية. وقال: (أم السماء بناها) إلى قوله.. (دحاها) فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض، ثم قال: (أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) إلى..
(طائعين) فذكر في هذه خلق الأرض قبل خلق السماء. وقال تعالى: وكان الله غفورا رحيما، عزيزا حكيما، سميعا بصيرا، فكأنه كان ثم مضى. فقال: فلا أنساب بينهم في النفخة الأولى، ثم ينفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون. ثم في النفخة الآخرة، أقبل بعضهم على بعض يتساءلون. وأما قوله: ما كنا مشركين، ولا يكتمون الله، فإن الله يغفر لأهل الاخلاص ذنوبهم، وقال المشركون: تعالوا نقول:
لم نكن مشركين، فختم على أفواههم، فتنطق أيديهم، فعند ذلك عرف أن الله لا يكتم حديثا، وعنده يود الذين كفروا.. الآية. وخلق الأرض في يومين، ثم خلق السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم دحا الأرض، ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى، وخلق الجبال والجمال والأكام وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قوله: دحاها. وقوله: خلق الأرض في يومين، فجعلت الأرض وما فيها من شئ في أربعة أيام، وخلقت السماوات في يومين. وكان الله غفورا، سمى نفسه كذلك، وذلك قوله، أي: لم يزل كذلك، فإن الله لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد، فلا يختلف عليه القرآن فإن كلا من عند الله.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»