سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٢٢٠
علم الله مشروطا بدعاء مجاب، كما أن طيران العمر قد يكون بأسباب جعلها من جور وعسف، و " لا يرد القضاء إلا الدعاء " (1) والكتاب الأول، فلا يتغير.
قال محمد بن غالب تمتام: سمعت يحيى بن معين يقول: كان أبو عوانة يقرأ، ولا يكتب.
وروى عباس الدوري، عن يحيى قال: كان أبو عوانة أميا يستعين بمن يكتب له.
قال حجاج الأعور: قال لي شعبة: الزم أبا عوانة.
وقال جعفر بن أبي عثمان: سئل يحيى بن معين: من لأهل البصرة مثل زائدة؟ يعني في الكوفة. فقال: أبو عوانة. قال: وزهير كوهيب.
قال عبد الرحمن بن مهدي: أبو عوانة، وهشام الدستوائي كسعيد بن

(1) أخرجه أحمد 5 / 277، 280 و 282، وابن ماجة (4022)، والطحاوي في " مشكل الآثار " 4 / 169، وابن حبان (1090)، والحاكم 1 / 493، من حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " وفي سنده جهالة أو انقطاع، لكن يشهد لقوله " لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر " حديث سلمان عند الترمذي (2140)، والطحاوي في " مشكل الآثار " 4 / 169، وفي سنده أبو مودود فضة وفيه لين، فالحديث حسن بهذا الشاهد.
قال الطحاوي رحمه الله: يحتمل أن يكون الله تعالى إذا أراد أن يخلق نسمة جعل أجلها إن برت كذا وكذا، وإن لم تبر كذا وكذا لما هو دون ذلك، وإن كان منها الدعاء رد منها كذ، وإن لم يكن منها الدعاء نزل بها كذا، ويكون ذلك في الصحيفة التي لا يزاد على ما فيها ولا ينقص منها.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»