سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ١١٦
قلت: كان الأوزاعي مع براعته في العلم، وتقدمه في العمل كما ترى رأسا في الترسل - رحمه الله -.
الوليد بن مزيد: سئل الأوزاعي عن الخشوع في الصلاة، قال: غض البصر، وخفض الجناح، ولين القلب، وهو الحزن، الخوف.
قال: وسئل الأوزاعي عن إمام ترك سجدة ساهيا حتى قام وتفرق الناس. قال: يسجد كل إنسان منهم سجدة وهم متفرقون.
وسمعت الأوزاعي يقول: وسألته: من الأبله (1)؟ قال: العمي عن الشر، البصير بالخير.
سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا الوليد، سمعت الأوزاعي يقول: ما أخطأت يد الحاصد، أو جنت يد القاطف، فليس لصاحب الزرع عليه سبيل، إنما هو للمارة وابن السبيل.
روى أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: ولي الأوزاعي القضاء ليزيد بن الوليد، فجلس مجلسا، ثم استعفى، فأعفي، وولى يزيد ابن أبي ليلى الغساني، فلم يزل حتى قتل بالغوطة.
قال إسحاق بن راهويه: إذا اجتمع الثوري والأوزاعي ومالك على أمر فهو سنة.
قلت: بل السنة ما سنه النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدون من بعده.
والاجماع: هو ما أجمعت عليه علماء الأمة قديما وحديثا إجماعا ظنيا أو سكوتيا، فمن شذ عن هذا الاجماع من التابعين أو تابعيهم لقول باجتهاده احتمل له. فأما من خالف الثلاثة المذكورين من كبار الأئمة، فلا يسمى

(1) الأبله - في اللغة -: هو الرجل الأحمق الذي لا تمييز له.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»