سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ١٠٣
هذا حديث صحيح، اتفق الجريران على روايته، عن عبد الملك بن عمير. أخرجه النسائي والقزويني من طريق جرير بن عبد الحميد، فوقع لنا بدلا عاليا (1). وأخرجه النسائي من حديث ابن حازم، فقال: حدثنا عبد الله ابن الصباح، عن عبد الأعلى السامي، عن هشام بن حسان، عن جرير بن حازم: فوقع لنا عاليا جدا.
قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله ذكر قول حماد بن زيد: كان جرير أحفظنا، ثم نظر إلي أبو عبد الله فتبسم، وقال: ولكنه بأخرة. فقلت: يحفظ عن يحيى، عن عمرة، عن عائشة، قالت: " أصبحت أنا وحفصة صائمتين " (2).. فأنكره، وقال: من رواه؟ قلت: جرير. قال: جرير كان يحدث بالتوهم. قلت: أكان يحدثهم بالتوهم بمصر خاصة، أو غيرها؟.
قال: في غيرها وفيها. وقال أبو عبد الله: أشياء يسندها عن قتادة باطل.
قلت: قدمت جريرا، وإن كانت وفاته تأخرت، والخطب يسير في مثل هذا.

(1) البدل في مصطلح الحديث: هو أن يروي المحدث حديثا موجودا في أحد الكتب المصنفة، من غير طريق المصنف، بإسناده لنفسه، فيصل في إسناده إلى شيخ شيخ المصنف، ويتأتى ذلك في الاسناد العالي.
(2) أخرجه الترمذي: (735)، في الصوم، وأحمد: 6 / 263، والطحاوي: 1 / 355، وابن حزم في " المحلى ": 6 / 270، عن عائشة، قالت: كنت أنا وحفصة صائمتين (أي نفلا)، فعرض لنا طعام اشتهيناه، فأكلنا منه، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبدرتني إليه حفصة، وكانت ابنة أبيها، فقالت: يا رسول الله! إنا كنا صائمتين، فغرض لنا طعام اشتهيناه، فأكلنا منه. قال: " اقضيا يوما آخر مكانه ".
وإسناده قوي كما قال ابن حزم، وصححه ابن حبان: (951)، وأخرجه أبو داود:
(2457)، من حديث حياة بن شريح، عن ابن الهاد، عن زميل مولى عروة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، وأخرجه مالك: 1 / 306، من حديث ابن شهاب الزهري مرسلا.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»