سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ١٠١
حماد بن زيد وأعتقه، فحماد مولى جرير. قال: وقد حدث عن جرير من الكبار: أيوب السختياني، والليث بن سعد نسخة طويلة. قال: وهو من ثقات المسلمين. حدث عنه الأئمة: أيوب، وابن عون، والثوري، وحماد بن زيد، والليث، ويحيى بن أيوب، وابن لهيعة، وهو مستقيم الحديث إلا في روايته عن قتادة، فإنه يروي عنه أشياء لا يرويها غيره.
وقال أبو بكر الخطيب: حدث عنه: يزيد بن أبي حبيب، وشيبان بن فروخ، وبين وفاتيهما مئة وثمان سنين.
قال أبو نصر الكلاباذي: حكى عن جرير ابنه وهب، قال: مات أنس سنة تسعين ولي خمس سنين، ومات جرير سنة سبعين ومئة.
وروى أحمد بن سنان القطان، عن عبد الرحمن بن مهدي قال: اختلط جرير بن حازم، وكان له أولاد أصحاب حديث، فلما أحسوا ذلك منه حجبوه، فلم سمع منه أحد في حال اختلاطه شيئا.
قال أبو حاتم الرازي: تغير قبل موته بسنة. قال أبو سلمة التبوذكي: ما رأيت حماد بن سلمة يكاد يعظم أحدا تعظيمه لجرير بن حازم.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أنبأنا الفتح بن عبد السلام، أنبأنا هبة الله بن الحسين، أنبأنا أحمد بن محمد البزاز، حدثنا عيسى بن علي إملاء، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: خطبنا عمر - رضي الله عنه - بالجابية (1)، فقال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " أحسنوا إلى أصحابي، ثم

(1) الجابية، بكسر الباء، وياء مخففة، وأصله في اللغة: الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل: وهي قرية من أعمال دمشق، ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان، قرب مرج الصفر في شمالي حوران، إذ وقف الانسان في " الصنمين " واستقبل الشمال ظهرت له، وتظهر من " نوى " أيضا، وبالقرب منها تل يسمى: تل الجابية، فيه حياة صغار نحو الشبر، عظيمة النكاية، يسمونها أم الصويت، يعنون أنها إذا نهشت إنسانا صوت صوتا صغيرا ثم يموت. وفي هذا الموضع خطب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خطبته المشهورة. وباب الجابية بدمشق منسوب إلى هذا الموضع، ويقال: جابية الجولان أيضا. انظر " معجم البلدان ".
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»