سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٢٩٥
أرى كل ذي نفس وإن طال عمرها * وعاشت، لها سم من الموت منقع فكل امرئ لاق من الموت سكرة * له ساعة فيها يذل ويضرع وإنك من يعجبك لا تك مثله * إذا أنت لم تصنع كما كان يصنع (1) قال حماد بن زيد. ولد يونس قبل طاعون الجارف. وقيل: كان يونس أسن من أبي عون بسنة. قال محمد بن سعد: مات يونس سنة أربعين ومئة. وقال فهد بن حيان: مات سنة تسع وثلاثين. قال محمد بن عبد الله الأنصاري: رأيت سليمان وعبد الله ابني علي بن عبد الله بن عباس، وابني سليمان يحملون سرير يونس بن عبيد على أعناقهم. فقال عبد الله بن علي: هذا والله الشرف!
قلت: كان عبد الله بن علي بعد أن بويع بالخلافة بالشام وغيرها قد عمل مصافا مع أبي مسلم الخراساني، فانهزم جيش عبد الله، وفر هو إلى عند أخيه أمير البصرة سليمان فأجاره من المنصور.
فأما يونس بن عبيد فشيخ لا يعرف من موالي ثقيف. له عن البراء بن عازب: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء من نمرة (2). لم يرو عنه سوى أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الثقفي. أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة.

(1) " حلية الأولياء " 3 / 17 (2) أخرجه أبو داود (2591)، والترمذي (1680)، وأبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ص (153) وأحمد 4 / 297 من حديث أبي يعقوب الثقفي، حدثني يونس، عن عبيد مولى محمد بن القاسم، قال: بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب، أسأله عن راية رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما كانت؟ فقال: كانت سوداء مربعة، من نمرة " وأبو يعقوب الثقفي واسمه إسحاق بن إبراهيم. قال ابن عدي: روى عن الثقات ما لا يتابع عليه، وأحاديثه غير محفوظة. وقال العقيلي: في حديثه نظر. ويونس بن عبيد لم يوثقه غير ابن حبان، على عادته في توثيق المجاهيل. ومع ذلك فقد حسنه الترمذي. وقال المؤلف، في ترجمة يونس هذا في " ميزانه ": هذا حديث حسن، ونمرة: بردة من صوف أو غيره مخططة.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»