سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ١٧٨
قال أبو نعيم: مات سنة ست وأربعين ومئة، وهذا أصح من قول من قال:
سنة خمس. والله أعلم.
كتبت إلى ابن أبي عمر، وابن علان، وطائفة سمعوا عمر بن محمد، أنبأنا هبة الله بن محمد، أنبأنا محمد بن محمد بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، عن عبادة بن الصامت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الذهب بالذهب مثلا بمثل، يدا بيد، والشعير بالشعير مثلا بمثل، يدا بيد، والتمر بالتمر، مثلا بمثل يدا بيد، حتى ذكر الملح.. " فقال معاوية: إن هذا لا يقول شيئا. فقال عبادة: " أي والله ما أبالي أن لا أكون بأرضكم هذه " (1). أخرجه النسائي وحده. له علة جاء عن حكيم، قال:
أخبرت عن عبادة.

(1) أخرجه النسائي 7 / 277، في البيوع، باب: بيع الشعير بالشعير، وأخرجه مسلم (1587) في المساقاة، باب: الصرف، من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة قال:
كنت بالشام في حلقة، فيها مسلم بن يسار، فجاء أبو الأشعث. قال: قالوا: أبو الأشعث أبو الأشعث. فجلست إليهم. فقلت له: حدث أخانا حديث عبادة بن الصامت. قال: نعم.
غزونا غزاة، وعلى الناس معاوية، فغنمنا غنائم كثيرة، فكان فيما غنمنا آنية من فضة، فأمر معاوية رجلا أن يبيعها في أعطيات الناس، فتسارع الناس في ذلك، فبلغ عبادة بن الصامت فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر والملح بالملح، إلا سواء بسواء، عينا بعين، فمن زاد أو ازداد فقد أربى. فرد الناس ما أخذوا فبلغ ذلك معاوية، فقام خطيبا فقال: ألا ما بال رجال يتحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحاديث، قد كنا نشهده ونصحبه فلم نسمعها منه؟! فقام عبادة بن الصامت، فأعاد القصة ثم قال: لنحدثن بما سمعنا من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وإن كره معاوية (أو قال: وإن رغم معاوية) ما أبالي ألا أصحبه في جنده ليلة سوداء. وأخرجه بنحوه أبو داود (3349) والترمذي (1240) والنسائي 7 / 274 - 275، وابن ماجة (2254)، والشافعي (2 / 177 - 178).
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»