سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ١١١
وروى إبراهيم بن مهدي، عن حماد بن زيد قال: آتينا أيوب، فقال:
اذهبوا، فقد قدم عطاء بن السائب من الكوفة. وهو ثقة، اذهبوا إليه، فسلوه عن حديث أبيه في التسبيح. (1) علي بن المديني، عن يحيى بن سعيد قال: ما سمعت أحدا يقول في عطاء بن السائب شيئا قط في حديثه القديم، وما حدث سفيان وشعبة عنه صحيح، إلا حديثين. كان شعبة يقول: سمعتهما بأخرة عن زاذان.
أحمد بن سنان عن عبد الرحمن قال: ليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، ليث أحسنهم حالا عندي.
وروى عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، وذكر الثلاثة، فقال: يزيد أحسنهم استقامة في الحديث ثم عطاء. قال أحمد بن حنبل: عطاء ثقة ثقة، رجل صالح، وقال: من سمع منه قديما كان صحيحا، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشئ، سمع منه قديما شعبة، وسفيان. وسمع منه حديثا: جرير وخالد بن عبد الله، وإسماعيل وعلي بن عاصم، وكان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها.

(1) أخرجه أبو داود (1502) من حديث الأعمش، عن عطاء بن السائب عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه " وإسناده صحيح. فإن رواية الأعمش عن عطاء قديمة، وهو من أقرانه وقد تابعه حماد بن زيد عند ابن حبان (2343) وهو ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط. وأخرجه مطولا أحمد 2 / 160، 161 و 204 و 205، وأبو داود (5065) والنسائي 3 / 74 و 75 بلفظ " خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير ومن يعمل بهما قليل، يسبح في دبر كل صلاة عشرة، ويحمد عشرة، ويكبر عشرة، فذلك خمسون ومئة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان.
ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويسبح ثلاثا وثلاثين، فذلك مئة في اللسان وألف في الميزان. فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده. قالوا: يا رسول الله كيف هما يسير، ومن يعمل بهما قليل؟ قال: يأتي أحدكم - يعني الشيطان - في منامه فينومه قبل أن يقوله، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجته قبل أن يقولها ". وإسناده صحيح. فإن رواية عطاء عن شعبة عند أحمد وأبي داود، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»