سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ١٠٠
بالمعاصي، فإذا قيل له: أتحب الموت؟ قال: لا. وكيف وعندي ما عندي؟
فيقال له: أفلا تترك ما تعمل؟ فيقول: ما أريد تركه، ولا أحب أن أموت حتى أتركه.
ابن عيينة، عن أبي حازم قال: وجدت الدنيا شيئين: فشيئا هو لي، وشيئا لغيري. فأما ما كان لغيري، فلو طلبته بحيلة السماوات والأرض لم أصل إليه. فيمنع رزق غيري مني، كما يمنع رزقي من غيري.
يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: كل عمل تكره من أجله الموت فاتركه، ثم لا يضرك متى مت.
محمد بن مطرف، حدثنا أبو حازم قال: لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله، إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد. ولا يعور ما بينه وبين الله إلا عور فيما بينه وبين العباد. لمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها. إنك إذا صانعته مالت الوجوه كلها إليك، وإذا استفسدت ما بينه، شنئتك الوجوه كلها.
وعن أبي حازم قال: اكتم حسناتك، كما تكتم سيئاتك.
سفيان بن وكيع، حدثنا ابن عيينة قال: دخل أبو حازم على أمير المدينة، فقال له: تكلم. قال له: انظر الناس ببابك، إن أدنيت أهل الخير، ذهب أهل الشر، وإن أدنيت أهل الشر، ذهب أهل الخير.
وقال أبو حازم: لأنا من [أن] (1) أمنع من الدعاء أخوف مني أن أمنع الإجابة.
وقال: إن الرجل ليعمل السيئة، ما عمل حسنة قط أنفع له منها، وكذا في الحسنة.
وعن أبي حازم قال: خصلتان، من يكفل لي بهما؟ تركك ما تحب، واحتمالك ما تكره.

(1) زيادة على الأصل يقتضيها السياق.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»