سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ١٢٢
قال مضر: كان الحسن يسمي محمد بن واسع زين القراء.
وعن ابن واسع: إن الرجل ليبكي عشرين سنة، وامرأته معه لا تعلم.
أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثني محمد بن عيسى، حدثني مخلد بن الحسين، عن هشام، قال: دعا مالك بن المنذر الوالي محمد بن واسع، فقال: اجلس على القضاء، فأبي. فعاوده وقال: لتجلسن، أو لأجلدنك ثلاث مئة، قال: إن تفعل، فإنك مسلط، وإن ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة.
قال: ودعاه بعض الامراء، فأراده على بعض الامر، فأبى. فقال: إنك أحمق. قال محمد: ما زلت يقال لي هذا منذ أنا صغير.
وروي أن قاصا كان يقرب محمد بن واسع، فقال: مالي أرى القلوب لا تخشع، والعيون لا تدمع، والجلود لا تقشعر؟ فقال محمد: يا فلان ما أرى القوم أتوا إلا من قبلك، إن الذكر إذا خرج من القلب وقع على القلب.
وقيل: كان محمد بن واسع يسرد الصوم، ويخفيه. قال سعيد بن عامر:
دخل محمد بن واسع على الأمير بلال بن أبي بردة، فدعاه إلى طعامه، فاعتل عليه، فغضب، وقال: إني أراك تكره طعامنا، قال: لا تقل ذاك أيها الأمير، فوالله لخياركم أحب إلينا من أبنائنا.
أنبأنا أحمد بن أبي الخير، عن أبي المكارم، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا مسلم ابن إبراهيم، حدثنا إسماعيل بن مسلم، عن محمد بن واسع، عن مطرف ابن عبد الله، عن عمران بن حصين قال: " تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين، فقال رجل برأيه ما شاء " (1).

(1) هو في " حلية الأولياء 2 / 355، وأخرجه مسلم (1226) (171) في الحج: باب جواز التمتع.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»