وثقه يحيى بن معين وغيره، وحديثه في الأصول الستة. قال أبو سعيد بن الأعرابي: كان الغالب عليه الكلام في الحكم، وكان يقول: أما والله لئن ضيعنا، إن لله عبادا آثروا طاعة الله تعالى على شهواتهم، وكان يقول: أجرى الله علينا وعليكم محنته، وجعل قلوبنا أوطانا تحن إليه.
قيل: توفي في سنة ثلاث وعشرين ومئة، وقيل: توفي سنة ثمان وعشرين عن سن عالية.
119 - عاصم بن أبي النجود * (4، خ، م مقرونا) الامام الكبير مقرئ العصر، أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي واسم أبيه بهدلة، وقيل: بهدلة أمه، وليس بشئ، بل هو أبوه، مولده في إمرة معاوية بن أبي سفيان.
وقرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش الأسدي، وحدث عنهما، وعن أبي وائل، ومصعب بن سعد، وطائفة من كبار التابعين، وروى فيما قيل عن الحارث بن حسان البكري، ورفاعة بن يثربي التميمي، أو التيمي، ولهما صحبة، وهو معدود في صغار التابعين.
حدث عنه عطاء بن أبي رباح، وأبو صالح السمان، وهما من شيوخه، وسليمان التيمي، وأبو عمرو بن العلاء، وشعبة، والثوري، وحماد بن سلمة، وشيبان النحوي، وأبان بن يزيد، وأبو عوانة، وأبو بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة وعدد كثير.
وتصدر للإقراء مدة بالكوفة، فتلا عليه أبو بكر، وحفص بن سليمان،