سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١١٣
فأكله. ولما مرض بدابق (1) قال لرجاء بن حياة الكندي: من لهذا الامر؟ قال:
ابنك غائب، قال: فالآخر؟ قال: صغير، قال: فمن ترى؟ قال عمر بن عبد العزيز، قال: أتخوف إخوتي، قال: ول عمر، ثم من بعده يزيد بن عبد الملك، وتكتب كتابا، وتختمه، وتدعوهم إلى بيعة من فيه، قال: لقد رأيت.
وكتب العهد، وجمع الشرط، وقال: من أبى البيعة، فاقتلوه، وفعل ذلك وتم، ثم كفن سليمان في عاشر صفر سنة تسع وتسعين، وصلى عليه عمر بن عبد العزيز، وقيل: عاش أربعين سنة، وخلافته سنتان وتسعة أشهر وعشرون يوما، عفا الله عنه. في آل مروان نصب (2) ظاهر سوى عمر بن عبد العزيز رحمه الله.
أخوه عبد الله بن عبد الملك الأمير (3) ولي الديار المصرية بعد عبد العزيز ابن مروان إلى أن صرف بقرة بن شريك (4) سنة تسعين. وولي غزو الروم، فأنشأ مدينة المصيصة (5)، وله دار بدمشق. قيل: مات بسر بن سعيد الفقيه (6)، فما ترك كفنا، ومات سنة مئة عبد الله هذا، فخلف ثمانين مد ذهب.

(1) دابق: قرية من أرض قنسرين بين حلب ومعرة النعمان عندها مرج معشب نزه كان ينزله بنو مروان إذا غزوا الصائفة وبه قبر سليمان بن عبد الملك.
(2) أي: بغض لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
(3) ولاة مصر للكندي: 59.
(4) هو قرة بن شريك بن مرثد العبسي الغطفاني القنسريني ولي إمارة مصر، واستمر فيها إلى أن مات سنة 96 وصفه المؤلف في " دول الاسلام " 1 / 63 بأنه كان ظالما كالحجاج، وكان عمر بن عبد العزيز يقول: الوليد الخليفة بدمشق، والحجاج بالعراق، وأخوه باليمن، وعثمان بن حيان بالحجاز وقرة بن شريك بمصر، امتلأت والله الدنيا جورا.
(5) مدينة على ساحل البحر من ثغور الشام. بالقرب من أنطاكية.
(6) المدني العابد مولى ابن الحضرمي، قال ابن سعد: كان من العباد المنقطعين، وأهل الزهد في الدنيا، وكان ثقة، كثير الحديث، أخرج له الجماعة.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»