سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٩
إليه، فقال: ممن الرجل؟ قال: من اليمن. قال: ما فعل الذي حرقه الكذاب بالنار؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب. قال: نشدتك بالله، أنت هو؟ قال: اللهم نعم. فاعتنقه عمر وبكى، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين الصديق.
فقال: الحمدلله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من صنع به كما صنع بإبراهيم الخليل. رواه عبد الوهاب بن نجدة، وهو ثقة، عن إسماعيل لكن شرحبيل أرسل الحكاية (1).
ويروي عن مالك بن دينار، أن كعبا رأى أبا مسلم الخولاني، فقال:
من هذا؟ قالوا: أبو مسلم، فقال: هذا حكيم هذه الأمة (2).
وروى معمر عن الزهري، قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك، فكان يتناول عائشة رضي الله عنها. فقلت: يا أمير المؤمنين، ألا أحدثك عن رجل من أهل الشام، كان قد أوتي حكمة؟ قال: من هو؟ قلت: أبو مسلم الخولاني، سمع أهل الشام ينالون من عائشة فقال: ألا أخبركم بمثلي ومثل أمكم هذه؟ كمثل عينين في رأس، تؤذيان صاحبهما، ولا يستطيع أن يعاقبهما إلا بالذي هو خير لهما فسكت. فقال الزهري: أخبرنيه أبو إدريس الخولاني عن أبي مسلم (3).
قال عثمان بن أبي العاتكة: علق أبو مسلم سوطا في المسجد، فكان يقول: أنا أولى بالسوط من البهائم، فإذا فتر، مشق (4) ساقيه سوطا أو سوطين. قال: وكان يقول: لو رأيت الجنة عيانا أو النار عيانا ما كان عندي مستزاد (3).

(1) أورده ابن عساكر في تاريخه 9 / 15 ب مطولا.
(2) ابن عساكر 9 / 16 آ.
(3) ابن عساكر 9 / 16 ب. (4) مشقه: ضربه بسرعة.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»