سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٧
وخيماتك اللاتي بمنعرج اللوى * بلين بلى لم تبلهن ربوع وقيل: إن قومه حجوا به ليزور النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو، حتى إذا كان بمنى سمع نداء: يا ليلى، فغشي عليه، وبكى أبوه فأفاق يقول:
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى * فهيج أطراب الفؤاد ولم يدر (1) دعا باسم ليلى غيرها فكأنما * أطار بليلى طائرا كان في صدري (2) وجزعت هي لفراقه وضنيت. وقيل: إن أباه قيده، فبقي يأكل لحم ذراعيه، ويضرب بنفسه فأطلقه، فهام في الفلاة، فوجد ميتا، فاحتملوه إلى الحي وغسلوه ودفنوه. وكثر بكاء النساء والشباب عليه.
وقيل: إنه كان يأكل من بقول الأرض، وألفته الوحش، وكان يكون بنجد فساح حتى حدود الشام.
وشعره كثير من أرق شئ وأعذبه، وكان في دولة يزيد وابن الزبير.
2 - أبو مسلم الخولاني * (م 4) الداراني، سيد التابعين وزاهد العصر.

(١) رواية الديوان ص ١٤٤ والشعر والشعراء ص ١٦٣: " فهيج أحزان الفؤاد وما يدري ".
والخيف: موضع في منى، منه سمي مسجد الخيف. والاطراب: جمع طرب وهو خفة تعتري المرء عند شدة الفرح أو شدة الحزن.
(٢) انظر الخبر مفصلا في الأغاني ٢ / ٢١.
* طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٨، طبقات خليفة ت ٢٨٨٨، تاريخ البخاري ٥ / ٥٨، المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٠٨ و ٣٨٢، الحلية ٢ / ٢٢، الاستيعاب ت ١٤٧٩، تاريخ ابن عساكر ٩ / ١٢ ب، أسد الغابة ٣ / ١٢٩، اللباب ١ / ٣٩٥، تهذيب الكمال ص ١٧٠ و ١٦٥٤ تذكرة الحفاظ ١ / ٤٦، تاريخ الاسلام ٣ / ١٠٢، فوات الوفيات ١ / ٢٠٩، البداية والنهاية ٨ / ١٤٦، الإصابة ت ٦٣٠٢، تهذيب التهذيب ١٢ / 235، طبقات الحفاظ للسيوطي ص 13، شذرات الذهب 1 / 70، تهذيب ابن عساكر 7 / 314.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»