سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٦
تعلقت ليلى وهي ذات ذؤابة * ولم يبد للأتراب من ثديها حجم صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا * إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم (1) وعلقته هي أيضا، ووقع بقلبها. وهو القائل:
أظن هواها تاركي بمضلة * من الأرض لا مال لدي ولا أهل ولا أحد أقضي إليه وصيتي * ولا وارث إلا المطية والرحل (2) محا حبها حب الالى كن قبلها * وحلت مكانا لم يكن حل من قبل فاشتد شغفه بها حتى وسوس وتخبل في عقله فقال:
إني لأجلس في النادي أحدثهم * فأستفيق وقد غالتني الغول (3) يهوي بقلبي حديث النفس نحوكم * حتى يقول جليسي أنت مخبول (4) قال أبو عبيدة: تزايد به الامر حتى فقد عقله، فكان لا يؤويه رحل ولا يعلوه ثوب إلا مزقه. ويقال: إن قوم ليلى شكوا المجنون إلى السلطان، فأهدر دمه، وترحل قومها بها. فجاء وبقي يتمرغ في المحلة، ويقول:
أيا حرجات الحي حيث تحملوا * بذي سلم لا جادكن ربيع (5)

(1) في الأصل: بليلى وهو تحريف، والتصويب من الديوان ص 238 ورواية الديوان والشعر والشعراء: " وهي غر صغيرة " وفي رواية أخرى في الأغاني 2 / 12: " وعلقتها غراء ذات ذوائب " الذؤابة مقدم شعر الرأس، والذؤابة من كل شئ أعلاه. الأتراب: جمع ترب وهو المماثل في السن، وأكثر ما يستعمل في المؤنث.
(2) في الديوان: " أفضي " يقال: وقضيت إلى فلان الامر، أي أنهيته إليه وأبلغته ذلك.
(3) الغول: نوع من الشياطين كانت العرب تزعم أنها تظهر للناس في الفلاة، فتتلون لهم بصور شتى.
وغالتني: أضلتني وأهلكتني.
(4) للبيت رواية أخرى في " بسط سامع المسامر " ص 77 وهي:
يغشى بقلبي حديث النفس عندهم * حتى يقول حبيبي أنت مخبول (5) في الديوان ص 190: " حين " بدل " حيث ". وحرجات: ج حرجة، وهي الغيضة الملتفة الشجر، أو الشجرة بين الأشجار لا تصل إليها الأيدي. وذو سلم: موضع بالحجاز.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»