تعلقت ليلى وهي ذات ذؤابة * ولم يبد للأتراب من ثديها حجم صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا * إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم (1) وعلقته هي أيضا، ووقع بقلبها. وهو القائل:
أظن هواها تاركي بمضلة * من الأرض لا مال لدي ولا أهل ولا أحد أقضي إليه وصيتي * ولا وارث إلا المطية والرحل (2) محا حبها حب الالى كن قبلها * وحلت مكانا لم يكن حل من قبل فاشتد شغفه بها حتى وسوس وتخبل في عقله فقال:
إني لأجلس في النادي أحدثهم * فأستفيق وقد غالتني الغول (3) يهوي بقلبي حديث النفس نحوكم * حتى يقول جليسي أنت مخبول (4) قال أبو عبيدة: تزايد به الامر حتى فقد عقله، فكان لا يؤويه رحل ولا يعلوه ثوب إلا مزقه. ويقال: إن قوم ليلى شكوا المجنون إلى السلطان، فأهدر دمه، وترحل قومها بها. فجاء وبقي يتمرغ في المحلة، ويقول:
أيا حرجات الحي حيث تحملوا * بذي سلم لا جادكن ربيع (5)