سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٢٠
وقرن بطن من مراد، وفد على عمر وروى قليلا عنه، وعن علي.
روى عنه يسير بن عمرو، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عبد رب الدمشقي وغيرهم، حكايات يسيرة، ما روى شيئا مسندا ولا تهيأ أن يحكم عليه بلين، وقد كان من أولياء الله المتقين ومن عباده المخلصين.
عفان (م): حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري، عن أبي نضرة عن أسير بن جابر، قال: لما أقبل أهل اليمن، جعل عمر رضي الله عنه يستقرئ الرفاق فيقول: هل فيكم أحد من قرن، فوقع زمام عمر أو زمام أويس فناوله - أو ناول أحدهما الآخر - فعرفه، فقال عمر: ما اسمك؟ قال: أنا أويس. قال: هل لك والدة؟. قال: نعم. قال: فهل كان بك من البياض شئ؟ قال: نعم، فدعوت الله فأذهبه عني إلا موضع الدرهم من سرتي لاذكر به ربي. قال له عمر: استغفر لي. قال: أنت أحق أن تستغفر لي، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن خير التابعين رجل يقال له أويس، وله والدة وكان به بياض، فدعا الله، فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم في سرته " فاستغفر له، ثم دخل في غمار الناس فلم ندر أين وقع قال: فقدم الكوفة. قال: فكنا نجتمع في حلقة، فنذكر الله، فيجلس معنا.
فكان إذا ذكر هو، وقع في قلوبنا، لا يقع حيث غيره. فذكر الحديث. هكذا اختصره (1).
(م): حدثنا ابن مثنى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثنا أبي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى عن أسير بن جابر، قال: كان عمر بن الخطاب، إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على

(١) رواه مسلم في كتاب فضائل الصحابة برقم (2542) مع خلاف في اللفظ والسياق، وأورده المؤلف في تاريخ الاسلام 1 / 230، 231 و 2 / 173، بروايات مختلفة ولفظ مخالف، وأقرب الروايات للنص عند الإمام أحمد في مسنده 1 / 38.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»