سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٥٦١
قال صفوان بن صالح: حدثنا عبد الله بن كثير الدمشقي القارئ، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: كنا مع رجاء بن حياة، فتذاكرنا شكر النعم، فقال: ما أحد يقوم بشكر نعمة، وخلفنا رجل على رأسه كساء، فقال: ولا أمير المؤمنين؟ فقلنا: وما ذكر أمير المؤمنين هنا! وإنما هو رجل من الناس. قال: فغفلنا عنه، فالتفت رجاء فلم يره فقال: أتيتم من صاحب الكساء، فإن دعيتم فاستحلفتم فاحلفوا، قال: فما علمنا إلا بحرسي قد أقبل عليه، قال: هيه يا رجاء، يذكر أمير المؤمنين، فلا تحتج له؟! قال: فقلت: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: ذكرتم شكر النعم، فقلتم: ما أحد يقوم بشكر نعمة، قيل لكم: ولا أمير المؤمنين، فقلت: أمير المؤمنين رجل من الناس!
فقلت: لم يكن ذلك، قال: آلله؟ قلت آلله. قال: فأمر بذلك الرجل الساعي، فضرب سبعين سوطا. فخرجت وهو متلوث بدمه فقال: هذا وأنت رجاء بن حياة قلت: سبعين سوطا في ظهرك خير من دم مؤمن. قال ابن جابر: فكان رجاء بن حياة بعد ذلك إذا جلس في مجلس يقول ويتلفت: احذروا صاحب الكساء (1).
قال مسلمة بن عبد الملك أمير السرايا: برجاء بن حيوه وبأمثاله ننصر (2).
قال يحيى بن معين: أدرك رجاء بن حياة معاوية، ومات في أول إمرة هشام (3).
وقال أبو عبيد، وخليفة بن خياط (4): مات سنة اثنتي عشرة ومئة.

(1) ابن عساكر 6 / 120 آ، ب.
(2) انظر ابن عساكر 6 / 117 ب.
(3) ابن عساكر 6 / 120 ب.
(4) في الطبقات 2 / 793 وتاريخه 343.
(٥٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 ... » »»