سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٤٧٨
عبيد الله بن عبد الله، وكان من العلماء فكان يحدثه ويستقي هو له الماء من البئر، وكان عبيد الله يطول الصلاة، ولا يعجل عنها لاحد، قال: فبلغني أن علي بن الحسين جاءه وهو يصلي، فجلس ينتظره، وطول عليه، فعوتب عبيد الله في ذلك وقيل: يأتيك ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحبسه هذا الحبس! فقال:
اللهم غفرا، لا بد لمن طلب هذا الشأن أن يعنى (1).
أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ. أنبأنا يوسف بن عبد المعطي، أنبأنا أبو طاهر السلفي، أنبأنا نصر بن أحمد، قال: أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد البزار أنبأنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، حدثني علي بن حرب، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، حدثه عبيد الله ابن عبد الله، سمع ابن عباس يقول: جئت أنا والفضل على أتان يوم عرفة، والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس، فمررنا على بعض الصف فنزلنا عنها وتركناها ترتع، ولم يقل لنا النبي صلى الله عليه وسلم شيئا (2).
وبه، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
" من باب وفي يده غمر فأصابه شئ، فلا يلومن إلا نفسه ".
هذا مرسل قوي الاسناد (3)، فيه الحض على غسل اليد من الزفر.
قال الواقدي ومحمد بن عبد الله بن نمير والترمذي: مات عبيد الله سنة ثمان وتسعين.
(1) انظر الخبر بنحوه في ترجمة علي بن الحسين ص 388 من هذا الجزء.
(2) وأخرجه مالك في " الموطأ " 1 / 155، 156 من طريق ابن شهاب الزهري عن عبيد الله ابن عبد الله عن ابن عباس، وهو في البخاري 1 / 472 ومسلم (504).
(3) وهو حديث صحيح أخرجه موصولا أبو داود (3852) والدارمي 2 / 104، وأحمد 2 / 263، 341، 537، وابن ماجة (3297) من طرق عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نام وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شئ، فلا يلومن إلا نفسه " والغمر: الدسم والزهومة من ريح اللحم. (*)
(٤٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 ... » »»