سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٥
بها، وصلوا إليها، فإذا رأوا أحسن منها رموها. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى الإبل على أهلي، فلما سمعنا بخروجه، لحقنا بمسيلمة (1).
وقيل: إن اسم أبي رجاء العطاري عمران بن تيم، وبنو عطارد: بطن من تميم، وكان أبو رجاء - فيما قيل - يخضب رأسه دون لحيته.
قال ابن الأعرابي: كان أبو رجاء عابدا، كثير الصلاة وتلاوة القرآن كان يقول: ما آسى على شئ من الدنيا إلا أن أعفر في التراب وجهي كل يوم خمس مرات (2).
قال ابن عبد البر: (3) رجلا فيه غفلة، وله عبادة، عمر عمرا طويلا أزيد من مئة وعشرين سنة.
ذكر الهيثم بن عدي، عن أبي بكر بن عياش، قال: اجتمع في جنازة أبي رجاء الحسن البصري والفرزدق، فقال الفرزدق: يا أبا سعيد، يقول الناس: اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشرهم. فقال الحسن: لست بخير الناس ولست بشرهم لكن ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس؟ قال:
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وعبده ورسوله، ثم انصرف وقال:
ألم تر أن الناس مات كبيرهم * وقد كان قبل البعث بعث محمد ولم يغن عنه عيش سبعين حجة * وستين لما بات غير موسد إلى حفرة غبراء يكره وردها * سوى أنها مثوى وضيع وسيد

(١) في الأصل: سمعنا بمسيلمة، والتصحيح من تاريخ المؤلف والاستيعاب، وقال الحافظ في الإصابة: " وفي صحيح البخاري من طريق: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم فررنا إلى بالنار إلى مسيلمة ".
(٢) انظر الحلية ٢ / ٣٠٦.
(٣) في الاستيعاب ٣ / 1211.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»