سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ١٥٥
وخرج البخاري في كتاب " الضعفاء " لمحمد بن يعقوب بن عباد، عن محمد بن داود، عن إسماعيل، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أنين المريض تسبيحه، وصياحه تهليله، ونومه عبادة، ونفسه صدقة، وتقلبه قتال لعدوه " الحديث.
فهذا حديث منكر جدا. وما أظن أن إسرائيل حدث بذا. وقد استوفيت ترجمة الحارث في " ميزان الاعتدال " (1) وأنا متحير فيه. وتوفي سنة خمس وستين بالكوفة.
أخبرنا محمد بن عبد السلام الشافعي، عن عبد المعز بن محمد، أنبأنا تميم بن أبي سعيد، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأنا أحمد بن علي، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي قال: " لعن محمد صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله، وشاهديه، وكاتبه، والواشمة والمستوشمة، والحال والمحلل له، ومانع الصدقة، ونهى عن النوح " (2). مجالد أيضا لين.

(1) 1 / 435.
(2) إسناده ضعيف، لكن غالب ألفاظ الحديث جاءت من وجه آخر وكلها صحيحة، فلعن " آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه " أخرجه مسلم (1598) من حديث جابر، ولعن " الواشمة والمستوشمة " متفق عليه من حديث ابن مسعود، ولعن " الحال والمحلل " أخرجه أحمد والدرامي والنسائي والترمذي من حديث ابن مسعود، وإسناده صحيح، والنهي عن النوح ثابت في صحيح. مسلم (934) من حديث أبي مالك الأشعري.
والحال المحلل له: هو أن يطلق الرجل امرأته ثلاثا فيتزوجها رجل آخر بشرط أن يطلقها بعد مواقعته إياها لتحل للزوج الأول.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»