سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ١٥٤
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: ما سمع من الحارث - يعني أبا إسحاق - إلا أربعة أحاديث، وسائر ذلك كتاب أخذه.
وروى أبو بكر بن عياش، عن مغيرة، قال: لم يكن الحارث يصدق عن علي في الحديث. وقال جرير بن عبد الحميد: كان زيفا. وقال ابن معين أيضا في رواية ثالثة عنه: ضعيف. وكذا قال الدارقطني. وقال أبو أحمد بن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.
وروى يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، ترجيح حديث عاصم بن ضمرة، على حديث الحارث فقال: كنا نعرف فضل حديث عاصم، على حديث الحارث.
قال عثمان الدارمي: لا يتابع يحيى بن معين على قوله في الحارث: إنه ثقة.
قال حصين عن الشعبي: ما كذب على أحد من هذه الأمة، ما كذب على علي.
وروى مفضل بن مهلهل، عن مغيرة، سمع الشعبي يقول: حدثني الحارث الأعور وأشهد أنه أحد الكذابين.
قال بندار: أخذ يحيى بن سعيد وابن مهدي القلم من يدي، فضربا على نحو من أربعين حديثا من حديث الحارث عن علي.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان الحارث غاليا في التشيع، واهيا في الحديث، هو الراوي عن علي، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تفتحن على الامام في الصلاة " رواه الفريابي عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عنه (1). وإنما ذا قول علي.

(1) الضعفاء 1 / 222، وحديث " لا تفتحن " أخرجه أبو داود (908) في الصلاة باب النهي عن التلقين، والحارث ضعيف. وقال أبو داود: أبو إسحاق سمع من الحارث أربعة أحاديث ليس هذا منها. وقد روي عن علي رضي الله عنه قوله: إذا استطعمكم الامام فأطعموه يريد إذا تعايا في القراءة فلقنوه وفي الباب عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فقرأ فيها فلبس عليه، فلما انصرف قال لأبي: " أصليت معنا "؟ قال: نعم، قال: " فما منعك ".
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»