سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ١٠٨
قال سليمان بن أبي شيخ، كان شريح بن هانئ جاهليا إسلاميا، وهو القائل في إمرة الحجاج (1):
أصبحت ذا بث أقاسي الكبرا * قد عشت بين المشركين أعصرا ثمت أدركت النبي المنذرا * وبعده صديقه وعمرا والجمع في صفينهم والنهرا * ويوم مهران ويوم تسترا ويا جميراوات والمشقرا * هيهات ما أطول هذا عمرا (2) قال القاسم بن مخيمرة: ما رأيت حارثيا أفضل من شريح بن هانئ.
وقال يحيى بن معين وغيره: ثقة.
قال أبو حاتم السجستاني: عاش شريح بن هانئ مئة وعشرين سنة.
قيس بن الربيع، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن جده هانئ أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى أبا الحكم فقال: " لم يكنيك هؤلاء أبا الحكم "؟ قال: يا رسول الله، إني أحكم بين قوسي في الشئ، فيرضى هؤلاء وهؤلاء. قال: " هل لك من ولد "؟ قال: نعم. قال: " فما اسم أكبرهم؟ " قال: شريح قال: " فأنت أبو شريح " (3). تابعه بشار بن موسى الخفاف، عن يزيد بن المقدام، عن أبيه، عن جده، نحوه.

(1) قال هذا الرجز حينما شد على أصحب رتبيل في غزوته مع عبيد الله بن أبي بكرة كما في الطبري 6 / 323 وابن الأثير 4 / 451.
(2) أبا جميراوات: في الأصل: أبا خميراوات بالخاء المعجمة وهو تصحيف ورواية الطبري 6 / 323 وابن الأثير 4 / 51 4: " وباجميرات مع المشقرا " وفيهما البيت السادس مكان الخامس.
وصفين والنهر ومهران وتستر وباجميرا والمشقر: أسماء مواضع جرت فيها معارك سميت بها.
(3) أخرجه أبو داود (4955) في الأدب باب تغيير الاسم القبيح، والنسائي (5389) في القضاء باب إذا حكموا رجلا فقضى بينهم، وإسناده صحيح.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»