سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٤٨٣
ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحنكه (1).
وهو الذي حملت به أم سليم ليلة مات ولدها، فكتمت أبا طلحة موته، حتى تعشى، وتصنعت له رضي الله عنهما حتى أتاها، وحملت بهذا، فأصبح أبو طلحة غاديا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: " أعرستم الليلة؟ بارك الله لكم في ليلتكم " (2).
ويقال: ذاك الصبي الميت هو أبو عمير صاحب النغير (3).
فنشأ عبد الله، وقرأ العلم. وجاء عشرة أولاد قرؤوا القرآن، وروى أكثرهم العلم، منهم إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة شيخ مالك، وعبد الله ابن عبد الله.
حدث عنه ابناه، هذان، وأبو طوالة، وسليمان مولى الحسن بن علي وغيرهم.
وهو قليل الحديث، يروي عن أبيه، وعن أخيه أنس بن مالك.

(1) أخرجه البخاري 9 / 508، ومسلم (2144) من طريق أنس قال: ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عباءة يهنأ بعيرا له، فقال: " هل تمر؟ " فقلت: نعم، فناولته تمرات، فألقاهن في فيه، فلاكهن، ثم فغر فالصبي، فمجه في فيه، فجعل الصبي يتلمظه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حب الأنصار التمر ". وسماه عبد الله.
(2) انظر الحديث بطوله في البخاري 3 / 135، 137 في الجنائز: باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة، و 9 / 508 في العقيقة، ومسلم (2144) (23) في الآداب: باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته.
(3) النغير: تصغير النغر وهو طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار يجمع على نغران. قال أنس بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير، قال: أحسبه فطيما وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير ما فعل النغير - نغير كان يلعب به...
أخرجه البخاري 10 / 481، ومسلم (2150).
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 ... » »»