سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ١٤٥
حقن الدماء، ويكره الفتن، ورأى من العراقيين ما يكره.
قال جرير بن حازم: بايع أهل الكوفة الحسن بعد أبيه وأحبوه أكثر من أبيه.
وقال ابن شوذب: سار الحسن يطلب الشام، وأقبل معاوية في أهل الشام، فالتقوا، فكره الحسن القتال، وبايع معاوية على أن جعل له العهد بالخلافة من بعده، فكان أصحاب الحسن يقولون له: يا عار المؤمنين، فيقول، العار خير من النار (1).
وعن عوانة بن الحكم، قال: سار الحسن حتى نزل المدائن، وبعث على المقدمة قيس بن سعد في اثني عشر ألفا، فبينا الحسن بالمدائن إذ صاح صائح، ألا إن قيسا قد قتل. فاختبط الناس، وانتهب الغوغاء سرادق الحسن، حتى نازعوه بساطا تحته، وطعنه خارجي من بني أسد بخنجر، فقتلوا الخارجي، فنزل الحسن القصر الأبيض، وكاتب معاوية في الصلح.
وروى نحوا من هذا الشعبي وأبو إسحاق (2). وتوجع من تلك الضربة أشهرا، وعوفي.
قال هلال بن خباب: قال الحسن بن علي: يا أهل الكوفة! لو لم تذهل نفسي عليكم إلا لثلاث لذهلت، لقتلكم أبي، وطعنكم في فخذي، وانتهابكم ثقلي (3).
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن: " إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين

(1) ذكره الحافظ في " الفتح " 13 / 56، ونسبه لابن أبي خيثمة.
(2) أبو إسحاق هو السبيعي، واسمه عمرو بن عبد الله الهمداني، وقد تحرف في المطبوع إلى " ابن إسحاق ".
(3) الثقل: متاع المسافر وحشمه.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»