سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ١٠٧
معاوية بتسعين ألفا، فأمر من نادى في المدينة، من أراد القرض، فليأت.
فأقرض أربعين ألفا، وأجاز بالباقي، وكتب على من أقرضه. فمرض مرضا قل عواده، فقال لزوجته قريبة أخت الصديق: لم قل عوادي؟ قالت:
للدين، فأرسل إلى كل رجل بصكه، وقال: اللهم ارزقني مالا وفعالا، فإنه لا تصلح الفعال إلا بالمال (1).
عمرو بن دينار، عن أبي صالح، أن سعد قسم ماله بين ولده، وخرج إلى الشام، فمات، وولد له ولد بعد، فجاء أبو بكر وعمر إلى ابنه قيس، فقال: نرى أن ترد على هذا، فقال: ما أنا بمغير شيئا صنعه سعد، ولكن نصيبي له (2).
وجاءت هذه عن ابن سيرين، وعن عطاء.
قال مسعر: عن معبد بن خالد، قال: كان قيس بن سعد لا يزال هكذا رافعا أصبعه المسبحة، يعني: يدعو (3) وجود قيس يضرب به المثل، وكذلك دهاؤه.
روى الجراح بن مليح البهراني، عن أبي رافع، عن قيس بن سعد، قال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " المكر والخديعة في النار " (4)

(1) ابن عساكر 14 / 229 / ب.
(2) ابن عساكر 14 / 230 / آ. والرواية الآتية عنده أيضا.
(3) ابن عساكر 14 / 230 / ب.
(4) أخرجه ابن عدي في " الكامل " بسند قال فيه الحافظ في " الفتح " 4 / 298: لا بأس به، وأخرجه الطبراني في " الصغير " من حديث ابن مسعود، والحاكم في " المستدرك " من حديث أنس، وإسحاق بن راهويه في " مسنده " من حديث أبي هريرة، وفي إسناد كل منها مقال، لكن مجموعها يدل على أن للمتن أصلا، فهو حسن.. والمكر والخديعة: اسمان لكل فعل يقصد فاعله في باطنه خلاف ما يقتضيه ظاهره، والمذموم من ذلك أن يقصد فاعله إنزال مكروه بالمخدوع، وإياه قصد المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث، ومعناه: يوديان بقاصدهما إلى النار. قاله الراغب.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»