سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٤٤٧
هذه النار. فقال: يا أمير المؤمنين، ومن أنا! وما أنا!
فلم يزل به حتى قام معه، وتبعتهما. فانطلقا إلى النار. فجعل تميم يحوشها بيده حتى دخلت الشعب، ودخل تميم خلفها. فجعل عمر يقول:
ليس من رأى كمن لم ير! قالها ثلاثا.
سمعها عفان من حماد، وابن حرمل لا يعرف (1).
قتادة، عن ابن سيرين. وقتادة أيضا، عن أنس: أن تميما الداري اشترى رداء بألف درهم، يخرج فيه إلى الصلاة (2).
وروى حماد، عن ثابت: أن تميما أخذ حلة بألف، يلبسها في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر (3).
وروى الزهري، عن السائب بن يزيد، قال: أول من قص تميم الداري، استأذن عمر، فأذن له، فقص قائما.
أسامة بن زيد، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن: أن تميما استأذن عمر في القصص سنين، ويأبى عليه; فلما أكثر عليه، قال: ما تقول؟ قال: أقرأ عليهم القرآن، وآمرهم بالخير، وأنهاهم عن الشر. قال عمر: ذاك الربح. ثم قال: عظ قبل أن أخرج للجمعة.

(1) هذا ما قاله المؤلف هنا وفي " تاريخه " 2 / 189، 190، أما الحافظ ابن حجر فقد ذكره في " الإصابة " 10 / 35 في القسم الثالث، فقال: معاوية بن حرمل الحنفي صهر مسيلمة الكذاب، له إدراك. وكان مع مسيلمة في الردة، ثم قدم على عمر تائبا، ثم أورد هذا الخبر من طريق البغوي، عن الجريري.
(2) أخرجه الطبراني (1248) من طريق أبي كريب، عن وكيع، عن همام، عن قتادة، عن ابن سيرين. قال الهيثمي في " المجمع " 5 / 135: ورجاله رجال الصحيح.
(3) " تهذيب ابن عساكر ": 3 / 360.
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»