سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٤١٦
أنك رسول الله، وأنك جئت بحق. ولقد علمت اليهود أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فسلهم عني [قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في]، فأرسل إليهم فجاؤوا، فقال: يا معشر اليهود، ويلكم! اتقوا الله، فوالله إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا، وأني جئتكم بحق. فأسلموا ". قالوا: ما نعلمه. قال: " فأي رجل فيكم ابن سلام " قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، قال: " أفرأيتم إن أسلم "؟ قالوا: حاشى لله، ما كان ليسلم. فقال: " اخرج عليهم ". فخرج عليهم، وقال: ويلكم اتقوا الله، فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله حقا. قالوا: كذبت. فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
ابن إسحاق، ن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن هذه الآية نزلت في ابن سلام وثعلبة بن سعية، وأسد بن عبيد: * (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة) * (2)..
الآيتين [آل عمران: 113 و 114]

(1) أخرجه البخاري 7 / 195، 198 في الهجرة، من طريق محمد بن سلام، عن عبد الصمد بن عبد الوارث بهذا الاسناد. وقوله: " يخترف " أي يجتني من الثمار ويصرم.
(2) أخرجه الطبري في " تفسيره " (7644) و (7645) من طريقين عن ابن إسحاق بهذا الاسناد، ومحمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت لم يوثقه غير ابن حبان، وقال المؤلف: لا يعرف، وهذا السبب هو المشهور عند كثير من المفسرين، وقال ابن أبي نجيح كما في الطبري (7648): زعم الحسن بن أبي يزيد العجلي، عن ابن مسعود في قوله تعالى: * (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة) * قال: لا يستوي أهل الكتاب وأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو قول السدي. قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " 1 / 397: يؤيد هذا القول الحديث الذي رواه الإمام أحمد في " مسنده ": حدثنا أبو النضر، وحسن بن موسى، قالا: حدثنا شيبان، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود قال: أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء، ثم خرج إلى المسجد، فإذا الناس ينتظرون الصلاة، فقال: " أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم " قال: فنزلت هذه الآيات * (ليسوا سواء من أهل الكتاب) * إلى قوله: * (والله عليم بالمتقين) *. وسنده حسن.
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»