سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٤١٤
وكان فيما بلغنا: ممن شهد فتح بيت المقدس. نقله الواقدي.
قال محمد بن سعد: اسمه: الحصين، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله (1).
وروى قيس بن الربيع وهو ضعيف عن عاصم، عن الشعبي، قال:
أسلم عبد الله بن سلام قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعامين. فهذا قول شاذ مردود بما في " الصحيح "، من أنه أسلم وقت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وقدومه.
قال ابن سعد: هو من ولد يوسف بن يعقوب عليهما السلام. وهو حليف القواقلة (2).
قال: وله إسلام قديم بعد أن قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وهو من أحبار اليهود.
قال عوف الأعرابي: حدثنا زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن سلام، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، انجفل الناس عليه، وكنت فيمن انجفل، فلما رأيته، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب. فكان أول شي ء سمعته يقول: " يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام " (3).
وروى حميد، عن أنس: أن عبد الله بن سلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه

(1) " المستدرك " 3 / 413.
(2) في " القاموس ": والقوقل: اسم أبي بطن من الأنصار، لأنه كان إذا أتاه إنسان يستجير به أو بيثرب، قال له: قوقل في هذا الجبل، وقد أمنت; أي: ارتق، وهم القواقلة.
(3) إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 5 / 451، والترمذي (2487)، وابن ماجة (1334) و (3251)، والدارمي 1 / 340، كلهم من طريق عوف بن أبي جميلة، عن زرارة ابن أوفى، عن عبد الله بن سلام، وصححه الحاكم 3 / 13، ووافقه الذهبي، وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الحاكم 4 / 129. وقوله: " انجفل الناس عليه " أي: ذهبوا مسرعين نحوه.
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»