سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٣٣
ناوله شقه الأيسر، وقال: " احلق " وأعطاه أبا طلحة فقسمه بين الناس (1).
ورواه ابن عون، عن محمد (2)، فأرسله.
قال أنس: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل، فقال:
يا رسول الله، إن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال: " بخ! ذلك مال رابح، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين " (3).
حميد، عن أنس، قال: كان أبو طلحة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لا يفطر إلا في سفر أو مرض (4).
قتادة، وحميد، عن أنس: كان أبو طلحة يأكل البرد وهو صائم، ويقول: ليس بطعام ولا بشراب، وإنما هو بركة. تفرد به فيه علي بن

(١) أخرجه مسلم (١٣٠٥) (٣٢٦) في الحج: باب بيان أن السنة يوم النحر: وفيه: فأعطاه أبا طلحة، فقال: اقسمه بين الناس.
(٢) يعني: ابن سيرين.
(٣) أخرجه مالك ٢ / ٩٩٥، ٩٩٦ في الصدقة: باب الترغيب في الصدقة، والبخاري ٣ / ٢٥٧ في الزكاة: باب الزكاة على الأقارب. وفي الوكالة: باب إذا قال الرجل لو كيله ضعه حيث أراك الله، وفي الوصايا: باب إذا وقف أو أوصى لأقاربه، وباب: إذا وقف أرضا ولم يبين الحدود فهو جائز، وفي تفسير سورة آل عمران: باب (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وفي الأشربة:
باب استعذاب الماء، وأخرجه مسلم (٩٩٨) في الزكاة: باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج، وأبو داود (١٦٨٩) والترمذي (٣٠٠٠) والنسائي ٦ / ٢٣١، ٢٣٢، وقوله بيرحاء، بفتح الباء وسكون الياء وفتح الراء والمد، وجاء في ضبطه أوجه كثيرة، جمعها ابن الأثير في النهاية فقال: يروى بفتح الباء وبكسرها، وبفتح الراء وضمها، وبالمد والقصر. وبخ: كلمة يقولها المتعجب من الشئ، وعند المدح والرضا بالشئ.
(4) أخرجه ابن سعد 3 / 506 من طريق يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس، وهذا إسناد صحيح.
سير 2 / 3
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»