سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٣٠
أنس: قال مالك - والد أنس - لامرأته: أرى هذا الرجل يحرم الخمر.
فانطلق حتى أتى الشام فهلك هناك. فجاء أبو طلحة يخطب أم سليم، فقالت: ما مثلك يرد، ولكنك امرؤ كافر، ولا أريد مهرا إلا الاسلام. قال:
فمن لي بذلك؟ قالت: النبي صلى الله عليه وسلم. فانطلق يريده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" جاءكم أبو طلحة وغرة الاسلام بين عينيه ".
قال: فتزوجها على ذلك... الحديث بطوله، وكيف مات ابنه منها، وكتمته، وتصنعت له حتى أصابها، ثم أخبرته وقالت: إن الله كان أعارك عارية فقبضها، فأحتسب ابنك (1).
قال أنس: قال أبو طلحة: لقد سقط السيف مني يوم بدر، لما غشينا من النعاس. (2) حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن أبا طلحة صام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة، لا يفطر إلا يوم فطر أو أضحى.
غريب، على شرط مسلم (3).

(1) أخرجه بطوله الطيالسي في مسنده، 2 / 159، 160 والقسم الأخير منه أخرجه البخاري 3 / 135، 137 ومسلم (2144).
(2) أخرجه أحمد 4 / 29 من طريق يونس بن محمد المؤدب عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن قتادة، عن أنس، وهذا إسناد صحيح.
وأخرج البخاري 8 / 171 في التفسير من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن حسين بن محمد، عن شيبان، عن قتادة، قال حدثنا أنس أن أبا طلحة قال: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد، فجعل سيفي يسقط من يدي، ويسقط وآخذه، وأخرج الترمذي (3007) والنسائي والحاكم 2 / 297 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس عن أبي طلحة قال: رفعت رأسي يوم أحد وجعلت أنظر وما منهم يومئذ أحد إلا يميد تحت جحفته من النعاس. وقال الترمذي حسن صحيح. وانظر " الدر المنثور " 2 / 88.
(3) هو في " المستدرك " 3 / 353 وقال على شرط مسلم، ووافقه الذهبي هناك بينما هنا استغربه.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»