سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٥
همان بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله، عن جدته أم سليم: أنها آمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فجاء أبو أنس، وكان غائبا، فقال:
أصبوت؟ فقالت: ما صبوت، ولكني آمنت!
وجعلت تلقن أنسا: قل: لا إله إلا الله، قل: أشهد أن محمدا رسول الله ففعل. فيقول لها أبوه: لا تفسدي علي ابني. فتقول: إني لا أفسده!
فخرج مالك، [فلقيه] عدوله، فقتله. فقالت: لا جرم، لا أفطم أنسا حتى يدع الثدي; ولا أتزوج حتى يأمرني أنس.
فخطبها أبو طلحة، وهو يومئذ مشرك، فأبت (1).
خالد بن مخلد: حدثنا محمد بن موسى، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: إني قد آمنت; فإن تابعتني تزوجتك، قال: فأنا على مثل ما أنت عليه. فتزوجته أم سليم، وكان صداقها الاسلام (2).
سليمان بن المغيرة: حدثنا ثابت، عن أنس، قال: خطب أبو طلحة أم

(1) أخرجه ابن سعد 8 / 425، 426، وتمامه: فقالت له يوما فيما تقول: أرأيت حجرا تعبده لا يضرك ولا ينفعك أو خشبة تأتي بها النجار، فينجرها لك: هل يضرك؟ هل ينفعك؟ قال:
فوقع في قلبه الذي قالت، قال: فأتاها فقال: لقد وقع في قلبي الذي قلت، وآمن. قالت: فإني أتزوجك ولا آخذ منك صداقا غيره.
(2) رجاله ثقات خلا خالد بن مخلد وهو القطواني، فقد قال الحافظ في " التقريب ":
صدوق له أفراد: وهو في " طبقات ابن سعد " 8 / 426، وأخرجه النسائي 6 / 114 في النكاح:
باب التزويج على الاسلام من طريق قتيبة، عن محمد بن موسى، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: تزوج أبو طلحة أم سليم، فكان صداق ما بينهما الاسلام، أسلمت أم سليم قبل أبي طلحة فخطبها، فقالت: إني قد أسلمت، فإن أسلمت، نكحتك، فأسلم، فكان صداق ما بينهما. وهذا سند صحيح.
سير 2 / 20
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»