سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٢٩١
أنقل النوى من أرض الزبير، التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، على رأسي وهي على ثلثي فرسخ فجئت يوما، والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر، فدعاني، فقال: إخ، إخ، لحملني خلفه; فاستحييت، وذكرت الزبير، وغيرته.
قالت: فمضى.
فلما أتيت، أخبرت الزبير. فقال: والله، لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه! قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد بخادم، فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني (1).
وعن ابن الزبير، قال: نزلت هذه الآية في أسماء; وكانت أمها يقال لها: قتيلة، جاءتها بهدايا; فلم تقبلها، حتى سألت النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت:
* (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين) * [الممتحنة: 8] (2).
وفي " الصحيح ": قالت أسماء: يا رسول الله، إن أمي قدمت، وهي راغبة، أفأصلها؟ قال: " نعم، صلي أمك " (3).
عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام، أن عروة، قال:

(1) إسناده صحيح، وهو في " طبقات ابن سعد " 8 / 250، وأخرجه أحمد 6 / 347، و 352 والبخاري 9 / 281، 282، ومسلم (2182).
(2) أخرجه ابن سعد 8 / 252، وأحمد 4 / 4، وابن جرير 28 / 66 من طريق عبد الله بن المبارك، عن مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، ومصعب بن ثابت لين الحديث، وباقي رجاله ثقات.
(3) أخرجه البخاري 6 / 201 في الجزية، و 10 / 347 في الأدب: باب صلة المرأة أمها، و 5 / 171 في الهبة: باب الهدية للمشركين، ومسلم (1003) (50) في الزكاة، وأبو داود (1668) وأحمد 6 / 344 و 347 و 355.
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»