قال سلمان: فأصابني من الحزن شئ لم يصبني قط.
فاشترته امرأة من جهينة، فكان يرعى عليها هو وغلام لها يتراوحان الغنم، وكان سلمان يجمع الدراهم ينتظر خروج محمد صلى الله عليه وسلم.
فبينما هو يرعى إذ أتاه صاحبه، فقال: أشعرت أنه قدم المدينة رجل يزعم أنه نبي؟
فقال: أقم في الغنم حتى آتي، فهبط إلى المدينة، فنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى خاتم النبوة، ثم انطلق فاشترى بدينار بنصفه شاة فشواها، وبنصفه خبزا وأتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذا؟ قال: صدقة، قال " لا حاجة لي بها " أخرجها يأكلها المسلمون.
ثم انطلق فاشترى بدينار آخر خبزا ولحما، فأتى به (1)، فقال: هذا هدية، فأكلا جميعا. وأخبره سلمان خبر أصحابه، فقال: كانوا يصومون ويصلون، ويشهدون أنك ستبعث. فقال: " يا سلمان! هم من أهل النار "، فاشتد ذلك على سلمان. وقد كان قال: لو أدركوك صدقوك واتبعوك.
فأنزل الله: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين) (2) الآية [البقرة: 62].
الحسن بن يعقوب البخاري، والأصم: قالا: حدثنا يحيى بن جعفر، حدثنا علي بن عاصم، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن زيد بن صوحان أن رجلين من أهل الكوفة كانا له صديقين، فأتياه ليكلم لهما