سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٥١٣
ويبعث بسفك الدم. فلما ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لئن كنت صدقتني يا سلمان لقد رأيت حواري عيسى " (1).
عبيد الله بن موسى، وعمرو العنقزي قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي (2) قرة الكندي، عن سلمان قال: كان أبي من الأساورة، فأسلمني في الكتاب، فكنت أختلف وكان معي غلامان، فكانا إذا رجعا، دخلا على قس أو راهب، فأدخل معهما، فقال لهما: ألم أنهكما أن تدخلا علي أحدا، أو تعلما بي أحدا؟ فكنت أختلف حتى كنت أحب إليه منهما.
فقال لي: يا سلمان! إني أحب أن أخرج من هذه الأرض. قلت: فأنا معك.
فأتى قرية فنزلها، وكانت امرأة تختلف إليه، فلما حضر، قال: احفر عند رأسي، فاستخرجت جرة من دراهم، فقال: ضعها على صدري. قال:
فجعل يضرب بيده على صدره، ويقول: ويل للقنائين، قال: ومات فاجتمع القسيسون والرهبان، وهممت أن أحتمل المال، ثم إن الله عصمني، فقلت لهم: إنه قد ترك مالا. فوثب شبان من أهل القرية فقالوا: هذا مال أبينا، كانت سريته تختلف إليه.
فقلت: يا معشر القسيسين والرهبان، دلوني على عالم أكون معه. قالوا:
ما نعلم أحدا أعلم من راهب بحمص. فأتيته فقصصت عليه. فقال: ما جاء بك إلا طلب العلم؟ قلت: نعم. قال: فإني لا أعلم أحدا في الأرض أعلم من رجل يأتي بيت المقدس كل سنة في هذا الشهر، وإن انطلقت وجدت حماره واقفا. فانطلقت فوجدت حماره واقفا على باب بيت المقدس، فجلست حتى خرج. فقصصت عليه، فقال: اجلس حتى أرجع إليك.

(1) انظر ما قبله.
(2) سقطت من المطبوع لفظة " أبي ".
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 ... » »»