سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٣٥٤
ابن علية: عن يونس عن الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بلال سابق الحبشة " (1).
قالت عائشة: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وعك أبو بكر وبلال، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مصبح في أهله * والموت أدنى من شراك نعله وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بواد وحلي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لي شامة وطفيل اللهم العن عتبة، وشيبة، وأمية بن خلف، كما أخرجانا من أرضنا إلى أرض الوباء (2).
الحسن بن صالح: عن أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول

(١) أخرجه ابن سعد ٣ / ١ / ٥٩ وهو منقطع. وقد تقدم من طريق آخر قبل قليل.
(٢) أخرجه البخاري (١٨٨٩) في فضائل المدينة: باب (12)، (3926) في مناقب الأنصار:
باب مقدم النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه المدينة، و (5654) في المرضى: باب عيادة الرجال النساء، و (5677) فيه: باب من دعا برفع الوباء والحمى. وأحمد 6 / 260، وابن سعد 3 / 1 / 165 كلهم من طريق: هشام، عن أبيه، عن عائشة... وتمامه، ثم قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم بارك لنا في صاعنا، وفي مدنا، وصححها لنا. وانقل حماها إلى الجفحة " قالت: وقدمت المدينة وهي أوبأ أرض الله. قالت: وكان بطحان يجري نجلا - تعني:
ماء آجنا ". ووعك: بضم أوله، أصابه الوعك وهو الحمى. ومصبح: بوزن محمد: أي مصاب بالموت صباحا. شراك نعله: اليسر الذي يكون في وجه النعل. ويرفع عقيرته: أي يرفع صوته بغناء أو بكاء. ومجنة: موضع على أميال من مكة وكان به سوق. شامة وطفيل: جبلان بقرب مكة. وقال الخطابي: كنت أحسبهما جبلين حتى ثبت عندي أنهما عينان. وقد تحرفت في المطبوع " عنه " في قوله " أقلع عنه " إلى " عن مجنة ". والأبيات في " معجم البلدان " 3 / 315 وفيه: " بفخ " بدل " بواد ".
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»