لم يكن عند أحد بالمدينة من علم القضاء ما كان عند أبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم.
قال: وحدثني عبد الله بن أبي بكر أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم كان يتعلم القضاء من أبان بن عثمان.
قال مالك: وكان أبو بكر بن حزم قاضيا لعمر بن عبد العزيز إذ كان عمر أمير المدينة ولم يكن على المدينة أنصاري أميرا غير أبي بكر بن حزم، وكان قاضيا.
وقال عبد العزيز بن مقلاص وغيره، عن ابن وهب (1): حدثني مالك، قال: كان أبو بكر بن حزم على قضاء المدينة وولي المدينة أميرا "، قال: فقال له قائل: ما أدري كيف أصنع بالاختلاف؟ فقال أبو بكر: يا ابن أخي إذا وجدت أهل المدينة على أمر مستجمعين عليه فلا تشك فيه أنه الحق.
وقال المفضل بن غسان الغلابي: حدثنا يحيى بن معين أن عمر بن عبد العزيز أجرى على أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ثلاث مئة دينار في كل شهر. قال: وحدثني يحيى بن معين، قال: قال مالك: أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن عمر بن عبد العزيز أجرى على أبيه ثمانية وثمانين دينارا ". قال مالك: ولا أراه أجراها عليه إلا على حساب سعر المدينة.
وقال سعيد بن كثير بن عفير، عن ابن وهب: قال لي مالك: ما رأيت مثل أبي بكر بن حزم أعظم مروءة ولا أتم حالا، ولا رأيت مثل ما أوتي: ولاية المدينة والقضاء والموسم، وكان يقول .