وقال سعيد بن عامر: حدثنا سلام بن أبي مطيع عن يزيد الرقاشي، قال: إذا نمت من الليل فاستيقظت فنمت الثانية فلا أنام الله عيني.
وقال محمد بن الحسين البرجلاني، عن سورة بن قدامة:
حدثنا حبان بن الأسود، عن عبد الخالق بن موسى اللقيطي، قال:
جوع يزيد نفسه لله ستين عاما حتى ذبل جسمه ونهك بدنه، وتغير لونه، وكان يقول: غلبني بطني فما أقدر له على حيلة!
وقال مثنى بن معاذ العنبري، عن الهيثم بن عبيد الصيد:
قال: حج أبي ويزيد الرقاشي فعاد له إلى مكة، فقال أبي: ربما ركبت أنا وهو في المحمل من أول الليل إذا صلينا العتمة فيمر بالجبل فيقول: يا جبل تصير هباء منثورا، وتصير كذا وتصير كذا، ويبقى على يزيد الحساب. قال: ثم يبكي فما أفقد بكاءه حتى يطلع الفجر.
وقال محمد بن كثير الصنعاني، عن أبي رجاء الجزري: قال يزيد الرقاشي: رأيت في نومي كأني قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة، فلما فرغت قال لي أو قيل لي: هذه القراءة، فأين البكاء؟ قال:
وكان يزيد من البكائين.
وقال سعيد بن عامر، عن سلام بن أبي مطيع: قال يزيد الرقاشي لجلسائه: يا إخوتاه تعالوا حتى نبكي على الماء البارد.
قال: وكان قد عطش نفسه قبل ذلك أربعين عاما، لا يفطر فيها إلا خمسة أيام كان يرويها عن أنس بن مالك.