تهذيب الكمال - المزي - ج ١٤ - الصفحة ٢٢٧
وقال الزبير بن بكار (1): كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بثلاث سنين.
قال: وسئل العباس: أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو أكبر مني، وأنا أسن منه، مولده أبعد عقلي (2)، أتي إلى أمي، فقيل لها: ولدت آمنة غلاما، فخرجت بي حين أصبحت، آخذة بيدي حتى دخلنا عليهما، وكأني أنظر إليه يمصع (3) برجليه في عرصته، وجعل النساء يجبذنني عليه ويقلن: قبل أخاك.
وقال الواقدي (4)، عن ابن أبي سبرة، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس: أسلم العباس بمكة قبل بدر، وأسلمت أم الفضل معه حينئذ، وكان مقامه بمكة، إنه كان لا يغبى (5) على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خبر يكون، إلا كتب به إليه، وكان من هناك من المؤمنين يتقوون به، ويصيرون إليه، وكان لهم عونا على إسلامهم، ولقد كان يطلب أن يقدم على النبي صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مقامك مجاهد حسن، فأقام بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم (6).

(1) تاريخ دمشق: 112 - 113 هو والذي بعده.
(2) هكذا في الأصول وفي تاريخ دمشق 113. أما في سير النبلاء فهو: " بعد عقلي ".
(3) يمصع: يتحرك.
(4) طبقات ابن سعد: 4 / 30.
(5) أي: يخفى.
(6) هذا خبر موضوع لا يصح وابن أبي سبرة وضاع والواقدي متروك وحسين متروك، وقال الذهبي: " ولو جرى هذا لما طلب من العباس فداء يوم بدر " (سير: 2 / 99).
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست