تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٤
فمضى بها. ثم خرجت فتبعته، فزعم أنها قطيفته. فقال ألك بينة؟ قال: لا. قال: ائتوني بمشط، فأتي بمشط، فسرح رأس هذا، ورأس هذا، فخرج من رأس أحدهما صوف أحمر، ومن رأس الآخر صوف أخضر، فقضى بالحمراء للذي خرج من رأسه الصوف الأحمر، وبالخضراء للذي خرج من رأسه الصوف الأخضر.
وقال معتمر بن سليمان، عن زيد أبي العلاء: شهدت إياس بن معاوية، اختصم إليه رجلان، فقال أحدهما: إنه باعني جارية رعناء فقال إياس: وما هذا؟ وما عسى أن تكون الرعونة؟ قال: إنه يشبه الجنون، قال إياس: يا جارية أتذكرين متى ولدت؟ قالت: نعم.
قال: فأي رجليك أطول؟ قالت هذه، فقال إياس ردها فإنها مجنونة (1).
وقال أبو الحين المدائني (2): تنازع إلى إياس رجلان، ادعى أحدهما أنه أودع صاحبه مالا، وجحده الآخر، فقال إياس للمدعي:
أين أودعته هذا المال؟ قال: في موضع كذا وكذا، قال: وما كان في ذلك الموضع؟ قال: شجرة. قال: فانطلق فالتمس مالك عند الشجرة، فلعلك إذا رأيتها تذكر أين وضعت مالك، فانطلق الرجل، وقال إياس للمطلوب: إجلس إلى أن يجئ صاحبك، فجلس فلبث إياس مليا يحكم بين الناس، ثم قال للجالس عنده: أترى صاحبك بلغ الموضع الذي أودعك فيه؟ قال: لا. قال: يا عدو الله إنك لخائن. فأقر عنده فحبسه، حتى جاء صاحبه، ثم أمره بدفع الوديعة إليه.

(1) ولكن سؤاله لها عن تذكرها يوم مولدها يناقض ما ادعاه هو من أنه يذكر ساعة ولدته أمه.
(2) وانظر ابن خلكان (1 / 467). وقد نوهنا إلى أن المدائني ألف كتابا في أخبار إياس بن معاوية.
(٤٢٤)
مفاتيح البحث: إياس بن معاوية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»