تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٤١٩
أن يجمع بين إياس، وبين القاسم بن ربيعة الجوشني من بني عبد الله بن غطفان، ويولي القضاء أنفذهما، فقدم فجمع بينهما. فقال إياس للشامي: سل عني وعن القاسم فقيهي المصر الحسن وابن سيرين. ولم يكن إياس يأتيهما، فعلم القاسم أنه إن سألهما، أشارا به، فقال للشامي: لا تسأل عنه، فوالله الذي لا إله إلا هو، إن إياسا لأفضل مني، وأفقه وأعلم بالقضاء، فإن كنت ممن يصدق، ينبغي لك أن تصدق قولي، وإن كنت كاذبا، فما يحل أن توليني وأنا كذاب، فقال إياس للشامي: إنك جئت برجل، فأقمته على جهنم، فافتدى نفسه من النار، أن تقذفه فيها يمين حلفها، كذب فيها، يستغفر الله منها، وينجو مما يخاف، فقال الشامي: أما إذ فطنت لهذا، فإني أوليك، فاستقضاه، فلم يزل على القضاء سنة، ثم هرب. وكان يفصل بين الناس، إذا تبيين له الامر حكم به.
وقال جرير بن عبد الحميد عن مغيرة: ولى عدي بن أرطاة إياس بن معاوية قضاء البصرة، فأبى. وقال: بكر بن عبد الله خير مني. فقال له: إنه قال إنك خير منه. قال: لو لم تعتبر فضله علي إلا من تفضيله إياي عليه، كان ينبغي. فلم يقعد بكر، وقعد إياس.
وقال سهل بن يوسف عن خالد الحذاء: قال لي إياس بن معاوية: إن هذا الرجل قد بعث إلي، فانطلقت معه، فدخل على عدي، ثم خرج، ومعه حرسي، فقال: أبى أن يعفيني، فأبى المسجد فصلى ركعتين، ثم قال للحرسي: قدم، فما قام حتى قضى سبعين قضية. ثم خرج إياس من البصرة، في قصة كانت، فولى عدي الحسن بن أبي الحسن. (*)
(٤١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 ... » »»