تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٤١٨
الكندي، عن أبي القاسم ابن السمرقندي، عن أبي الحسين ابن النقور، عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن عمران ابن الجندي، عن أبي روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني (1)، عنه: حدثنا قريش بن أنس، عن حبيب بن الشهيد قال: سمعت إياس بن معاوية يقول: لست بخب، والخب (2) لا يخدعني، ولا يخدع محمد ابن سيرين، ولكنه يخدع أبي، ويخدع الحسن. ويخدع عمر بن عبد العزيز.
وبه، قال: حدثنا قريش بن أنس، عن حبيب بن الشهيد، قال: أتى رجل إياس بن معاوية، يشاوره في خصومة، فقال له:
إن أردت القضاء فعليك بعبد الملك بن يعلى، فهو القاضي، وإن أردت الفتيا، فعليك بالحسن، فهو معلمي، ومعلم أبي، وإن أردت الصلح فعليك بحميد الطويل، وتدري ما يقول لك ما يقول لك؟ يقول:
دع شيئا من حقك، وخذ شيئا، وإن أردت الخصومة، فعليك بصالح السدوسي، وتدري ما يقول لك؟ يقول لك: اجحد ما عليك، وادع ما ليس لك، واستشهد الغيب.
وقال ثعلب عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي الحسن المدائني: كان إياس بن معاوية بن قرة قاضيا قائفا مزكيا (3)، استقضاه عمر بن عبد العزيز. أرسل رجلا من أهل الشام (4)، وأمره

(١) بكسر الهاء وتشديد الزاي، وأبي روق الهزاني هذا كان شيخا لابي الحسن الدارقطني، كما في أنساب السمعاني وغيره.
(٢) الخب - بالفتح ويكسر -: الرجل الخداع.
(٣) المزكن: المتفرس، والزكن: الظن الذي يصل حد اليقين.
(4) في رواية العقد الفريد (1 / 19)، وابن خلكان (1 / 249)، ان هذا الرجل هو عدي بن أرطاة.
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»