تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٤١٧
أخبرني، ما أفضل شئ خلقه الله عز وجل؟ قال: العقل. قال:
فأخبرني عن العقل مقسوم أو مقتسم؟ فأمسك غيلان، فقال له:
أجب. فقال: لا جواب عندي! فقال إياس: قد تبين لك يا أمير المؤمنين أن الله تبارك وتعالى يهب العقول لمن يشاء، فمن قسم له منها شيئا ذاده به عن المعصية، ومن تركه تهور.
قال الأصمعي: وحدثني غيره أن غيلان وإياسا التقيا فتساءلا، فقال إياس: أسألك أم تسألني؟ فقال غيلان: سل. فقال له إياس: أي شئ خلق الله أفضل؟ قال: العقل. قال إياس: فمن شاء استكثر منه ومن شاء استقل، فسكت غيلان مليا ثم قال:
سل عن غير هذا؟ فقال له إياس: أخبرني عن العلم قبل أو العمل؟ فقال غيلان: والله لا أجيبك فيها. فقال إياس: فدعها، وأخبرني عن الخلق، خلقهم الله مختلفين أو مؤتلفين؟ فنهض غيلان وهو يقول: والله لا جمعني وإياك مجلس أبدا!
قال الأصمعي: وفي حديث عدي: أن غيلان قال لعمر:
أتوب إلى الله، ولا أعود إلى هذه المقالة أبدا، فدعا عليه عمر إن كان كاذبا، فأجيبت دعوته.
وقال سعيد بن عامر، عن عمر بن علي: قال رجل لإياس بن معاوية: يا أبا واثلة حتى متى يتوالد الناس ويموتون؟ فقال لجلسائه: أجيبوه. فلم يكن عندهم جواب، فقال إياس: حتى تتكامل العدتان: عدة أهل النار وعدة أهل الجنة.
وقال إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، فيما أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن الأنماطي، عن أبي اليمن زيد بن الحسن
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»