تهذيب الكمال - المزي - ج ١ - الصفحة ٢٤٤
وقال بعضهم: لم يبق منا أحد إلا امتلأت عيناه ترابا (1)، وفيه أنزل الله عز وجل: * (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) * (2).
وخرج على فئة من قريش وهم ينتظرونه فوضع التراب على رؤوسهم ومضى ولم يروه (3).
وتبعه سراقة بن مالك بن جعشم يريد قتله أو أسره، فلما قرب منه، دعا عليه، فساخت قوائم فرسه في الأرض، فناداه بالأمان وسأله أن يدعو له فدعا له فنجاه الله (4).
وله صلى الله عليه وسلم من المعجزات الباهرة والدلالات الظاهرة والاخلاق الطاهرة ما يضيق هذا المكان عن ذكره، وذلك مدون في كتب العلماء اقتصرنا منه على هذا القدر طلبا للتخفيف، والله ولي التوفيق.

(١) أخرجه مسلم (١٧٧٧) في الجهاد والسير: باب غزوة حنين، من حديث سلمة بن الأكوع، وفيه: فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب الأرض، ثم استقبل به وجوههم، فقال: شاهت الوجوه، فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملا عينيه ترابا بتلك القبضة، فولوا مدبرين.. وله أيضا (1775) من حديث ابن عباس.. قال: فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلا، وأمرهم مدبرا. (ش).
(2) سورة الأنفال، الآية: 17.
(3) ذكره ابن هشام في السيرة 1 / 483 عن ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي.. (ش).
(4) أخرجه البخاري 7 / 187 في المغازي، والحاكم 3 / 6، 7 من حديث سراقة، وأخرجه البخاري 7 / 196، وأحمد 3 / 211 من حديث أنس. (ش).
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»