أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ٤٣
بدا لك فقال أنشدك بالله الهك واله من كان قبلك واله من هو كائن بعدك آلله بعثك إلينا رسولا قال اللهم نعم قال فأنشدك بالله الهك واله من كان قبلك واله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن نعبده وحده لا نشرك به شيئا وان نخلع هذه الأوثان التي كان آباؤنا يعبدون قال اللهم نعم قال ثم جعل يذكر فرائض الاسلام فريضة فريضة الصلاة والزكاة والصيام والحج وشرائع الاسلام ينشده عند كل فريضة كما نشده في التي كان قبلها حتى فرغ فقال انى أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه لا أزيد ولا أنقص ثم انصرف راجعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى ان يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة وأتى قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال بئست اللات والعزى فقالوا مه يا ضمام اتق البرص اتق الجذام اتق الجنون فقال ويلكم انهما والله ما يضران وما ينفعان وان الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا أستنقذكم به مما كنتم فيه وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وقد جئتكم من عنده بما آمركم به وأنهاكم عنه قال فوالله ما أمسى من ذلك اليوم في حاضرته من رجل ولا امرأة الا مسلما قال ابن عباس فما سمعنا بوافد قط كان أفضل من ضمام أخرجه الثلاثة * ضمام آخره ميم (ب * ضمام) مثله هو ابن زيد بن ثوابة بن الحكم الهمداني وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابا وذلك مرجعه من تبوك قاله الطبري وذكره أبو عمر في نمط (ضمرة) بن أنس الأنصاري أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الشافعي الدمشقي أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلى المصيصي أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت حدثنا عمران بن بكار البراد الحمصي حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش حدثنا أبي عن سعيد بن أبي عروبة عن قيس بن سعد عن عطاء عن أبي هريرة قال كان المسلمون إذا صلوا العشاء الآخرة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء وان ضمرة بن أنس الأنصاري غلبته عينه بعد المغرب فنام ولم يشبع من الطعام فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة قام فأكل وشرب فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله عز وجل أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم الآية فكان ذلك عفوا
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»