تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٦٩ - الصفحة ٢٨٢
عبد الملك فدخلت الحجرة ونظرت إلى كثير مغضبة فقال بعض من حضرها جنت جنت فأنشأ كثير يقول (1) * أصاب الردى من كان يهوى لك الردى * وجن اللواتي قلن عزة جنت فهن لأولى بالجنون وبالخنا * وبالسيئات ما حيين وحيت ولما رأت من حولها نقص (2) الحيا * رمتني بباقي وصلها ثم ولت فصرت كذات (3) البو تتبع بكرها (4) * فلما قضت بأسا من البو حنت أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة (5) * لدينا ولا مقلية إن تقلت * فحلفت ألا تكلم كثيرا سنة فلما انصرفت من الحج بصرت بكثر وهو على جمله يخفق نعاسا فضربت رحله بيدها وقالت كيف أنت يا جمل فأنشأ كثير يقول (6) * حيتك عزة بعد البين وانصرمت * فحي ويحك من حياك يا جمل لو كنت حييتها ما زلت ذا مقة * عندي وما منك الإدلاج والعمل ليت التحية كانت لي فأبدلها (7) * مكان يا جملا (8) حييت يا رجل فجن من جزع إذا قلت ذاك له * ورام تكليمها لو تنطق الإبل (9) أنبأنا أبو الحسن بن العلاف وأخبرني أبو المعمر عنه وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وابن العلاف قالا أنا عبد الملك بن محمد أنا أحمد بن إبراهيم نا محمد بن جعفر نا أبو يوسف يعقوب بن عيسى الزهري نا الزبير بن بكار قال

(1) البيت الأول في الأغاني 9 / 30 والبيت الأخير في ديوانه ص 57.
(2) بالأصل و " ز ": " نقض الحيا " والمثبت عن المختصر.
(3) بالأصل: " كداب البو " والمثبت عن المختصر. والبو: ولد الناقة.
(4) بالأصل و " ز ": " شعرها " وفي المختصر: " سقرها " والمثبت عن المطبوعة.
(5) بالأصل و " ز ": ملولة، والمثبت عن الديوان.
(6) الأبيات في ديوان كثير ص 163.
(7) في الديوان: فأشكرها.
(8) كذا بالأصل و " ز ": يا جملا، منصوبة، وفي الديوان: جمل، وهو أشبه.
(9) البيت ملفق من بيتين، وروايتهما في الديوان:
فحن من وله إذ قلت ذاك له * وظل معتذرا قد شفه الخجل ورد من جزع ما كنت أعرفها * ورام تكليمها لو تنطق الإبل.
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست